المدينة المنورة

المدينة المنورة

  1. الموقع والتضاريس

تقع المدينة المنورة في الشمال الغربي لـ المملكة العربية السعودية، عند تقاطع خط الطول 536ـ 539 وخط العرض 528 ـ 526 درجة، شرقي البحر الأحمر، الذي يبعد عنها 250 كم. وهي محاطة من الشمال بجبل أحد، ومن الجنوب بجبل عير، ومن الغرب بجبل سلع.

تقوم المدينة على هضبة جبلية مسطحة عند تقاطع ثلاثة أودية، هي (وادي العقل)، و(وادي العقيق)، و(وادي الحمض)، الأمر الذي ساعد على وجود مساحات كبيرة خضراء وسط منطقة جبلية جافة. وترتفع المدينة عن سطح البحر 620 م

  • المناخ: مناخ المدينة المنورة شديد الحرارة في الصيف، ومعتدل في الخريف والربيع، ولطيف في الشتاء.
  • المساحة: تبلغ مساحة المدينة حوالي خمسين كم2.
  • السكان: يبلغ سكانها حوالي خمسمائة ألف نسمة.
  1. فضل المدينة المنورة وحرمتها وأسماؤها

المدينة المنورة هي البقعة التي اختارها الله لتكون مقراً لهجرة نبيه المصطفى r، وحصناً منيعاً لدعوته.

وهي المدينة التي انطلق منها الإسلام، وارتفع صوته وعلت دولته. ومنها انطلقت جيوش المسلمين ترفع راية الحق وتهدى الناس إلى طريق الخير. وهي عاصمة الإسلام الأولى.

وهي المدينة التي أحبها رسول الله r وحرّمها على لسانه، حرصاً عليها ورفعة لشأنها وتعظيماً لقدرها، لتكون مدينة الأمن والأمان والسكينة والوقار. روي أن الإمام عَلِيٌ t خطب عَلَى مِنْبَرٍ فقال: “وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ يُقْرَأُ إِلاَّ كِتَابُ اللَّهِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ فَنَشَرَهَا فَإِذَا فِيهَا أَسْنَانُ الإِْبِلِ وَإِذَا فِيهَا الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ عَيْرٍ إِلَى كَذَا فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً”. وعن علي t أن النبي r قال: )إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا وَقَالَ الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ لاَ يَدَعُهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلاَّ أَبْدَلَ اللَّهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَلاَ يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ( (صحيح مسلم، الحديث الرقم 2426).

وقد رَغّب الرسول r في المدينة وسكناها، حرصاً على تعميرها، وتقديراً وتعظيماً لها، مهما كانت المغريات في غيرها لما لها من الفضائل. كما أخبر أن الموت بها فضيلة ونعمة كبيرة. عن عمر بن الخطاب أن الرسول  r، قال: )مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا( (رواه أحمد، الحديث الرقم 5180).

وكما روي عن عمر بن الخطاب انه قال: )اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ r وعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ سَمِعْتُ عُمَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ سَمِعْتُ عُمَرَ(t (رواه البخاري، الحديث الرقم 1757).

كما أخبر r، أن المدينة لا يدخلها الطاعون ولا الدّجال. روى أبو هريرة t أن الرسول r قال: )عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلاَئِكَةٌ لاَ يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلاَ الدَّجَّالُ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 1747).

وحرّم النبي r أن يُمَسّ أهل المدينة بسوء، حيث قال: )لاَ يَكِيدُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلاَّ انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ( (رواه البخاري، الحديث الرقم 1744).

وللمدينة أسماء كثيرة تدلّ على عظمتها وفضلها. وقد سماها الرسول r (المدينة) بعد أن كانت تسمى (يثرب). ومن أسمائها على سبيل المثال لا الحصر “طيبة، طابة، وقبة الإسلام، قلب الإيمان، المؤمنة، المباركة، المختارة، دار الأيمان، دار الأبرار، دار السنة، دار الأخيار، دار الفتح، البارة، الجابرة، ذات الحرار، حرم رسول الله r دار السلام، سيدة البلدان، المحرمة، المحروسة، المقدسة، أرض الله، وغيرها.

  1. نبذة تاريخية

أ. المدينة قبل الهجرة

(1) تقول المصادر التاريخية إن العمالقة كانوا أول من سكن المدينة بعد الطوفان، وغرق قوم نوح u. وكان جدّهم (يثرب) أول نزل بها، ولذلك سُميت باسمه.

(2) ويذكر المؤرخون أن العمالقة استبدوا واستكبروا، وكانوا تحت إمرة رجل كبير منهم يقال له (الأرقام بن أبي الأرقم). فأرسل نبي الله موسى u جيشاً لمحاربتهم، فأهلكهم ولم يبق على أثر منهم. وكان أولئك العمالقة يسكنون مدن الحجاز، بما في ذلك خيبر وتيماء والمدينة.

(3) وتروي الأخبار التاريخية أن (بختنصر) عندما أتى بني إسرائيل وهدم بيت المقدس عام 587 ق.م، تفرق اليهود في البلاد. فلحق قوم منهم بخيبر وتيماء والمدينة واستوطنوا مع العرب في تلك المناطق، وحفروا الآبار وغرسوا الأشجار.

(4) بعد انهيار سدّ مأرب تفرقت قبائل اليمن في أنحاء الجزيرة العربية، فلحق بنو عمر وابن ثعلبة (الأوس والخزرج) بالمدينة، ونزلوا على من بها من العرب واليهود. فبنوا المساكن وشيدوا الحصون، وعمّروا الأرض. وثارت بينهم وبين اليهود كثير من الخصومات، فاستنجدوا ببني عمومتهم الغساسنة في الشام، فأغاثوهم وناصروهم على اليهود.

وثارت بين الأوس والخزرج حروب طويلة، استمرت مدة تزيد على مائة وأربعين عاماً حتى كادوا أن يهلكوا عن أخرهم.

ب. المدينة في العهد النبوي

في عام 622م هاجر الرسول r إلى المدينة، وبمجيئه صفت النفوس وتوحّدت القلوب وصار الأوس والخزرج إخواناً متحابين. ودخلت المدينة بعد الهجرة مرحلة جديدة من تاريخها. فأصبحت مدينة مقدسة تجذب إليها الناس من شتى الأقطار، وعاصمة للدولة الإسلامية، وصارت معظم طرق التجارة تحت سيطرتها وإدارتها. كما تكونت حول المسجد النبوي وداخله مدرسة فكرية، أدت دوراً ثقافياً مهماً. وتفرق الصحابة والمهاجرون في مختلف المواقع في المدينة، خاصة بعد أن آخى الإسلام بينهم وبين الأنصار. وكان الصحابة من الأنصار (الأوس والخزرج) يفرحون كثيراً عندما يجاورهم إخوانهم المهاجرون، ويسكنون معهم ويغرسون ويزرعون. وتحول المجتمع الإسلامي في المدينة إلى مجتمع مثالي، يقوم على الإيثار والحب والسلام.

ج. المدينة في عهد الخلافة الراشدة

انتقل رسول الله r إلى الرفيق الأعلى فبايع المسلمون أبا بكر الصديق t. فوقف في وجه أعداء الإسلام بكل صلابة، وحارب المرتدين ووحد دعائم الإسلام في جزيرة العرب، ووجهة الجيوش إلى الشام والعراق، منطلقة من رحاب هذه المدينة الطاهرة عاصمة الإسلام الأولى.

وحمل العبء في السنة الثالثة عشرة للهجرة عمر بن الخطاب t ولا تزال المدينة هي المنطلق، وكانت انتصارات المسلمين قد توالت على الفرس والروم.

وعندما استُشهد الخليفة عمر بن الخطاب t حمل الأمانة بعده الخليفة الزاهد عثمان بن عفان، وتوالت انتصارات الجيوش، حتى استشهد الخليفة الثالث.

لم تستمر سيادة المدينة السياسية والاقتصادية والثقافية أكثر من ثلاثين عاماً. ولمّا وُلي علي ابن أبي طالب t الأمر، انتقلت الخلافة من المدينة إلى الكوفة بالعراق، ولكن بقيت مكانة المدينة الدينية في قلوب المسلمين، يتوجهون إليها من جميع أنحاء العالم الإسلامي للصلاة في المسجد النبوي وزيارة قبر الرسول. وعادت المدينة إلى مكانتها التجارية باعتبارها طريقاً للقوافل، وظلت وظيفتها الثقافية قائمة يأتي إليها المثقفون والمفكرون من شتى بقاع العالم الإسلامي.

وكانت فتن يتبع بعضها بعضاً، واستُشهد الإمام علي  ـ كرم الله وجهه ـ فبايع أهل الكوفة ابنه الحسن. وكانت الفوضى قد دبت بين صفوف المسلمين واشتعلت نيران الفتن، فرأى الحسن أن يصالح معاوية بن أبي سفيان ويبايعه بالخلافة.

النشاط الاقتصادي

(1) قطاع الخدمات

يُعد قطاع الخدمات من ركائز الاقتصاد المهمة في المدينة المنورة، التي تعيش في مواسم دائمة. فهي تستقبل كل عام مليوني حاج، فضلاً عن مئات آلاف من الزوار الذين يقصدونها للصلاة في المسجد النبوي الشريف، وزيارة قبر المصطفيr،على مدار العام.

ويقدم القطاع خدمات الفنادق والمطاعم والمصارف والنقل، وغيرها من الخدمات.

(2) الزراعة

تهيأت للمدينة ظروف طبيعية مواتية، جعلت منها منطقة جذب وموطناً للهجرات المختلفة منذ القدم. تمثلت في الموارد المائية والتربة الخصبة التي تجرفها السيول من الهضاب والجبال المحيطة بها.

وتشمل المنتجات الزراعية في المدينة الفواكه والشعير والخضراوات، ونباتات وأعشاب العطارة والبرسيم، فضلاً عن 20 نوعاً من التمور الجيدة.

(3) الصناعة

تعتمد الصناعة في المدينة المنورة، على الصناعات اليدوية البسيطة، التي تُلبي حاجات السكان، ويستخدم بعضها هدايا تذكارية. وأهم المنتجات الصناعية:

(أ) المواد الغذائية (صناعة التمور وتعليبها).

(ب) المنسوجات والملابس الجاهزة.

(ج) الخشب والأثاث والموبيليا.

(4) التجارة

التجارة من أقدم الأنشطة التي مارسها سكان المدينة فقد كانت التجارة خلال فترة الخلافة الراشدة تتراوح بين تجارة ذات مدى إقليمي محدد ويشمل نجد والحجاز، وتجارة واسعة تسهم في حركة التجارة العالمية.

وفي المدينة نمطان من الأسواق:

(أ) الأسواق الشعبية وما يماثلها.

(ب) المراكز التجارية الحديثة

هي أكثر تنظيماً وتخصصاً من الأسواق الشعبية. ولها رونقها الخاص المتمثل في محلات العرض الزاهية، والإضاءة الكهربائية المتوهجة، والإعلانات المستمرة. وتنشط حركتها طوال السنة، ويزداد نشاطها في مواسم الحج والزيارة، حين يرتادها الحجاج والزوار لشراء الهدايا لأهلهم وذويهم من مختلف أنحاء العالم.

(5) اهم الشركات الخدمية داخل المدينه المنوره

شركة نقل عفش بالمدينه المنورة

شركة تنظيف خزانات بالمدينة المنوره

شركة مكافحة حشرات بالمدينة المنورة

شركة تنظيف بالمدينة المنورة

شركة صيانة مكيفات بالمدينة المنورة

فضل المدينة

(1) هي البقعة التي أحبها رسول الله  وأحبته، فهاجر إليها وبنى على أرضها مسجده الشريف، ووارى ترابها جسده الطاهر.

(2) هي مدينة الأنصار وإخوانهم المهاجرين، الذين شكلوا القوة الأولى للإسلام، فمن المدينة انطلقوا ينشرون دين الله في الأرض.

(3) هي دار الإسلام الأولى التي ناصرت رسول الله  وقاتلت معه في معارك تاريخية فاصلة كان لها أثرها في انتصار الإسلام وانتشاره فيما بعد.

(4) هي مقر الدولة الإسلامية الأولى، التي شهدت كبار الصحابة وهم يرسون قواعد الدولة الإسلامية، ويجمعون كتاب الله الكريم، ويوجهون الجيوش إلى فتح بلاد فارس والشام ومصر.

(5) هي في عصرنا الحاضر ثاني الحرمين الشريفين، وعاصمة منطقة المدينة المنورة، وإحدى مناطق المملكة العربية السعودية.

 

المصدر : موقع المقاتل

مع تحيات

شركة نقل عفش بالرياض & شركة تنظيف بالرياض & شركة نقل عفش بجدة